يستعد المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي لخوض آخر ثلاث مباريات له على رأس الجهاز الفني لنادي ريال مدريد، قبل أن يبدأ مغامرته الجديدة مع منتخب البرازيل. رحلة أنشيلوتي مع النادي الملكي كانت حافلة بالنجاحات والإنجازات، وهو يستحق توديعاً يليق بتاريخه الكبير ليس فقط لما حققه من ألقاب، بل لما عرف به من احترافية وروح رياضية عالية تركت بصمة لدى الجماهير وزملائه المدربين على حد سواء.
إشادات من خصوم الأمس: احترام بلا حدود
لم تمر لحظة إعلان وجهة أنشيلوتي القادمة مرور الكرام، فقد توالت عبارات المديح من كبار المدربين في أوروبا، اعترافاً بمكانته الاستثنائية في عالم التدريب.
دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، قال في مؤتمر صحفي:
"لا أريد الخوض في تفاصيل رحيله، فذلك شأنه وشأن ناديه. لكن كمدرب، ومثل كل من يعمل في الليغا، أكنّ له إعجاباً كبيراً. ليس فقط لما أنجزه مع ريال مدريد، ولكن لتاريخه الحافل ككل. أنا معجب به وأخبرته بذلك، أكنّ له محبة كبيرة وأتمنى له التوفيق".
مانويل بيليغريني: يرحل الأفضل في العالم
أما مانويل بيليغريني، مدرب ريال بيتيس الحالي ومدرب ريال مدريد السابق، فقد عبّر بدوره عن إعجابه الكبير بأنشيلوتي، مشيداً بمشواره الحافل.
قال بيليغريني:
"ما فعله أنشيلوتي ليس فقط في ريال مدريد بل في جميع الفرق التي دربها كان رائعًا. لقد عمل في الدوريات الخمس الكبرى وحقق الألقاب فيها جميعاً. أرقامه في ريال مدريد مدهشة، وطريقة خروجه من الفريق لن أعلق عليها رغم أن لدي رأيي الخاص. لكنه بلا شك يستحق وداعاً عظيماً، والتحدي القادم مع البرازيل سيكون كبيراً. في رأيي، هو أفضل مدرب في العالم".
هانزي فليك: قائد بنجاحات لا تُحصى
كما انضم المدرب الألماني هانزي فليك إلى قائمة المادحين، قائلاً:
"أنشيلوتي رجل نبيل ومدرب ناجح للغاية. ما حققه مع ريال مدريد كان رائعاً. أتمنى له التوفيق في تجربته مع البرازيل".
الاعترافات تمتد خارج الملاعب: دعم رئاسي وشعبي في البرازيل
الاحتفاء بأنشيلوتي لم يقتصر على الأوساط الكروية في إسبانيا وأوروبا، بل امتد إلى البرازيل، حيث تم الإعلان رسمياً عن توليه تدريب منتخب السامبا، وسط حفاوة بالغة من اللاعبين والجماهير والمسؤولين.
قال رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إدنالدو رودريغيز:
"تلقينا تهاني من العديد من المدربين واللاعبين البرازيليين بعد إعلان التعاقد مع أنشيلوتي. حتى الأندية المحلية أشادت بالخطوة. أنشيلوتي نفسه كان سعيداً للغاية بنتيجة المحادثات التي جرت بيننا. الجميع متفائل بهذه الخطوة".
رئيس البرازيل يدعم أنشيلوتي: لا مانع من كونه أجنبيًا
حتى رئيس الجمهورية البرازيلية، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أبدى تأييده لتعيين أنشيلوتي، قائلاً في تصريح لصحيفة "أو غلوبو":
"أنشيلوتي مدرب ممتاز. كان لاعباً جيداً أيضاً. لا مشكلة لدي في كونه أجنبياً. المشكلة في البرازيل حالياً هي قلة اللاعبين الجيدين، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقاً".
الرحيل في قمة المجد: نهاية مرحلة وبداية أخرى
رحيل أنشيلوتي عن ريال مدريد يأتي في لحظة نجاح كبيرة، حيث قاد الفريق إلى ألقاب عدة خلال فترته الأخيرة، وترك إرثاً فنياً وإنسانياً يصعب تكراره. إنه المدرب الذي استطاع أن يحوز على احترام الجماهير والمنافسين على حد سواء، ويكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي الملكي.
ختامًا: أنشيلوتي يبدأ تحديًا جديدًا في أرض "السامبا"
الآن، وبعد كل الإنجازات الأوروبية، تبدأ رحلة جديدة في أمريكا الجنوبية مع واحد من أعظم المنتخبات في العالم، منتخب البرازيل. هل ينجح كارلو أنشيلوتي في إحياء أمجاد السيليساو؟ وهل يتمكن من كتابة فصل جديد من المجد في تاريخه؟
الأيام القادمة ستكشف، لكن الأكيد أن البرازيل كسبت قائداً يعرف كيف يصنع المجد... بهدوء وثقة وأناقة.